الاستماع
الخيال العلمي
لو قيل لأجدادنا قديماً سيأتي زمانٌ تضغطون زراً، فتمتلىء الغرفة نوراً، وتطيرون في الفضاء، ما صدَّقوا مثل هذا القول، وعدّوهُ مجرّد وهمٍ أو حلمٍ. ولكنَّ الحلمَ أصبحَ حقيقةً، بل توصَّلَ العلمُ إلى أبعدَ من أحلامِ الإنسان.
لقد تصوَّرَ أسلافنا الماردَ يفعلُ المستحيلَ، وبساطَ الريحِ الذي يطيرُ في الفضاء، والخاتم السحريّ الذي يقومُ بالمعجزات، والبلورة السحريّة التي يرى المرءُ فيها عوالم بعيدةً، وعندما جاءَ العلمُ حقق هذهِ الأحلام؛ فأصبحت الطاقة الذريّة أقوى من المارد، والطائراتُ النفاثةُ أسرع من بساط الرّيح، والتقنية أقوى من كلّ الخواتم، والتلفازُ أعظمَ من كلّ البلورات السحرية؛ فحلّ الاختراعُ العلميُّ محلَّ الأماني والأحلام.
ووجدنا هذه الأحلام امتزجت بالعلم حتى باتَ من الصعبِ تمييزُ الحقيقةِ من الخيال. وكما ألهبَ الخيالُ العلميُّ عقولَ العلماءِ وأخصبها، فكذلك ألهب التقدّم العلميُّ المذهل خيال الأدباء، فأتاحَ لهم ثروةَ علمٍ يرتكزون عليها في انطلاقهم إلى آفاقٍ قصصيّةٍ من الخيال.
وإذا كانَ العلمُ البوابة التي تُفضي إلى استشراف المستقبل، فإنَّ الخيال العلمي هو مفتاحها الذي يُشرع لنا آفاق الواقع المنشود، ويُطلق الأفكار المتفرّدة. فالخيال العلمي ينطلق من المفاهيم والأسس العقلانية والتفكير العلمي القويم.
محمد عزام، الخيال العلمي في الأدب
أسئلة النص:
الماردُ الذي يفعلُ المستحيلَ، وبساطُ الريحِ الذي يطيرُ في الفضاءِ، والخاتمُ السحريَّ الذي يقومُ بالمعجزاتِ، والبلّورةُ السحريةُ التي يرى المرءُ فيها عوالمَ بعيدةً.
العلمُ حقّقَ هذهِ الأحلامَ.
الطاقةُ الذريةُ والطائراتُ النفاثةُ والتقنيةُ والتلفازُ، لقد حلَّ الاختراعُ العلميُّ محلَّ الأماني والأحلامِ.
قصدَ أنَّ العلمَ حقّقَ الكثيرَ من المنجزاتِ الّتي كانتْ مجردَ خيالٍ في عقولِ البعضِ، وهو بتقدّمِه السّريعِ يتجاوزُ كلَّ خيالٍ مرَّ على عقلِ الإنسانِ، فقدْ حقّقَ العلمُ أمورًا لم تخطرْ على البالِ أو الخيالِ.
ألهبَ الخيالُ العلميُّ عقولَ العلماءِ وأخصبَها، وكذلكَ ألهبَ التّقدمُ العلميُّ المذهلُ خيالَ الأدباءِ؛ فأتاحَ لهمْ ثروةَ علمٍ يرتكزونَ عليها في انطلاقِهِمْ إلى آفاقٍ قصصيةٍ منَ الخيالِ.
العلمُ هوَ البوّابةَ التي تُفضي إلى استشرافِ المستقبلِ، والخيالَ العلميَّ هوَ مفتاحُها الذي يُشرِعُ لنا آفاقَ الواقعِ المنشود.
الخيالُ العلميُّ ينطلقُ منَ المفاهيمِ والأُسسِ العقلانيةِ والتفكيرِ العلميِّ القويمِ.