الاستماع
قصة أمٍّ ابنها مصابٌ بالتوحُّد
كان يوم ولادة ابني يوماً مشرقاً في حياتي، امتزجت فيه دموعُ صراخ الطفل، بدموع فرحي، وأزالت كلّ آلامي وتعبي.
بدا طفلاً طبيعياً جميلاً جذاباً، يأكل وينامُ، وحينَ بلغَ طفلي الشهرَ السادسَ من عمرهِ، بدأتُ أشعرُ بالقلق، وأنا أراقب ساعاتِ نومه تقلُّ بالتدريج، ما الذي يحدثُ؟ لماذا ازدادَ بكاءً؟ لِمَ لا ينامُ جيّداً؟ أهناك شيءٌ يزعجه؟ لم أجد جواباً، وازداد القلقُ عندما كنتُ أبتسمُ لهُ، فلا يُظهرُ أيَّ استجابةٍ.
كبرَ أكثر، وها هو يجوبُ البيتَ من غرفةٍ إلى غرفةٍ ساعاتٍ، وإذا أردتُ أن أثنيَهُ عن الأمرِ يصبحُ عدوانياً، لم يحبُّ اللعبَ، ولم يظهر أيّ اتصالٍ بالآخرين، واقتنعتُ بأنَّ طفلي الحبيبَ غير طبيعيّ.
دخلَ الحضانةَ في عمرِ ثلاث سنواتٍ ونصفٍ، ولم يستطع أحدٌ من المعلمينَ أن يفهمَ ماذا يقول، أو ماذا يريدُ، مع أنَّهم حاولوا جهدهم في ذلك. بدأتُ بجهدٍ شخصيٍّ تعليمه، تحسَّنَ نوعاً ما، فأصبحَ بإمكاني لمسُهُ وتقبيلهُ، علمتُهُ بعض الكلماتِ؛ مثل: قطة، بيت، وغيرها.
إنّ ابني ذكيٌّ، ولديهِ قدراتٌ جيّدةٌ، ومع التدريب والوقت تقدم كثيراً، وبدأ يُظهرُ بعض الحبِّ تجاه معلميه وأصدقائه، وأصبحَ يُشاركُ في النقاشِ، ويعبّرُ عن مشاعرهِ، وهو يلعبُ الكرةَ مع أقرانهِ، ولكنهُ ما زالَ حسّاسّاً نحو الآخرين.
أسئلة النص:
كانَتْ سعيدةً متفائلةً، بكَتْ فرحًا وذهبَ عنها الألمُ والتّعبُ.
بدا طفلًا طبيعيًّا جميلًا جذّابًا، يأكلُ وينامُ.
أنَّ ساعاتِ نومهِ تقلُّ بالتّدريجِ، وازديادُ بكائِهِ، وعدم إظهار أيَّ استجابةٍ عندما تبتسمُ لهُ.
إذا أرادَتْ منعَه من التّجوالِ في البيتِ الّذي يستمرُ لساعاتٍ طويلة.
بدأَتْ بجهدٍ شخصيٍّ تعليمَهُ، فتحسَّنَ نوعًا ما، وأصبحَ بإمكانها لمسُهُ وتقبيلُهُ وعلّمْتُهُ بعضَ الكلماتِ.
بدأ يُظهِرُ بعضَ الحبِّ تجاهَ معلّميهِ وأصدقائِهِ، وأصبحَ يشاركُ في النقاشِ، ويعبِّرُ عنْ مشاعرِهِ، وهوَ يلعبُ الكرةَ معَ أقرانِهِ.
لأنّ ذلكَ سينعكسُ إيجابيًّا على الطّفلِ المريضِ ويساعدُه على التّحسّنِ من خلالِ الحياةِ الأسريّةِ القائمةِ على الودِّ والتّعاونِ، كما أنَّ له تأثيرٌ جيّدٌ على علاقةِ الوالدينِ معَ بعضِهما ومعَ بقيةِ الأبناءِ الأصحاءِ، فلا يشعرُ الأخوةُ الأصحاءُ بالضّيقِ أو الكراهيةِ للطّفلِ المريضِ بسببِ اهتمامِ الوالدينِ الزائدِ بهِ.
الرياضةُ مثل رياضة التنس، والموسيقى مثل بتهوفن، والأدب مثل طه حسين، أبو العلاء المعرّي، هيلين كيلر، وغيرهم.