نص الاستماع
المكافأة
اشْتَرى صالِحٌ خَروفَ الْعيدِ لأَهْلِهِ، وَفي طَريقِ عَوْدَتِهِ لَقِيَ عَجوزاً شارَفَ عَلى الْمَوْتِ، حَمَلَهُ إِلى دارِهِ، وَأَوْصى غُلاماً مَرَّ بِالطَّريقِ أَنْ يُرْسِلَ الْخَروفَ إِلى زَوْجَتِهِ وَأَوْلادِهِ.
أَخْطَأَ الْغُلامُ، وَأَخَذَ الأُضْحِيَةَ إِلى بَيْتِ جارِهِ الْفَقيرِ، وَقالَ: هذِهِ الأُضْحِيَةُ لَكُمْ. فَفَرِحوا بِها كَثيراً.
وَفي الْمَساءِ، عادَ صالِحٌ إِلى مَنْزِلِهِ مُتْعَباً، لَمْ يَكَدْ صالِحٌ يَسْتَريحُ حَتّى سَأَلَتْهُ زَوْجَتُهُ: أَيْنَ الأُضْحِيَةُ؟! فَقالَ لَها: سَتَأْتي.
أَدْرَكَ صالِحٌ خَطَأَ الْغُلامِ، فَخَرَجَ إِلى جارِهِ الْفَقيرِ يُخْبِرُهُ بِما حَدَثَ، وَما إِنْ وَصَلَ بَيْتَ جارِهِ حَتّى عانَقَهُ الْجارُ، وَأَخْبَرَهُ بِهَدِيَّةِ الْعيدِ، فَتَبَسَّمَ صالِحٌ، وَقالَ: إِنَّ اللهَ كريمٌ، وَأْنَتَ تَسْتَحِقُّ.
خَرَجَ صالِحٌ، وَتَرَكَ الْخَروفَ لِوَجْهِ اللهِ، وَظَلَّ يَمْشي حَتّى وَصَلَ بَيْتَ الْعَجوزِ، فَوَجَدَ وَلَدَهُ. فَقالَ لَهُ: كَيْفَ والِدُكَ الآنَ؟
الابْنُ: أَنْتَ مَنْ أَنْقَذَ أَبي إِذَنْ؟ تَفَضَّلْ، فَأَبي في انْتِظارِكَ، وَسَيُقَدِّمُ لَكَ مُكافَأَةً عَلى صَنيعِكَ.
أَقْسَمَ الْعَجوزُ عَلى صالِحٍ أَنْ يَقْبَلَ مُكافَأَتَهُ الَّتي كانَتْ عِجْلاً سَميناً.