نص الاستماع
الأصوات من حولنا
يُعَدُّ الصَّوْتُ إِحْدى وَسائِلِ الاتِّصالِ وَالتَّواصُلِ الْمُهِمَّةِ بَيْنَ الْبَشَرِ، وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ الإِنْسانُ في الْمُحادَثَةِ، وَإِبْداءِ الرَّأْيِ، وَالتَّعْبيرِ عَنِ الذّاتِ.
وَيَمْتَلِكُ جِهازُ السَّمْعِ عِنْدَ الإِنْسانِ قُدْرَةً عَلى خَلْقِ صورَةٍ ذِهْنِيَّةٍ واضِحَةٍ، وَإِنْ لَمْ يُشاهِدْ تِلْكَ الصّورَةَ بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ، فَإنَّهُيَسْتَطيعُ مِنْ خِلالِ تَلَقّي الصَّوْتِ رَسْمَ مَلامِحِ الصّورَةِ في مُخَيِّلَتِهِ.
وَكَثيراً ما نَسْمَعُ أَصْواتاً مِنْ حَوْلِنا، فَقَدْ نَسْمَعُ أَصْواتَ السَّيّاراتِ، وَالطّائِراتِ، فَنُحَدِّدُ شَكْلَها، وَنَوْعَها، وَنَسْمَعُ حَديثَ الإِنْسانِ، فَنَرْسُمُ في مُخَيِّلَتِنا اسْمَهَ، وَشَكْلَهُ، وَنَسْمَعُ أَصْواتَ الطُّيورِ وَالْحَيَواناتِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَنُحَدِّدُ أَنَّ هذا صَوْتُ عُصْفورٍ مِنْ خِلالِ زَقْزَقَتِهِ، أَوْ صَوْتُ بومٍ مِنْ خِلالِ نَعيقِهِ، أَوْ صَوْتُ أَسَدٍ مِنْ خِلالِ زَئيرِهِ، وَنَسْمَعُ كَذلِكَ أَصْواتَ الآلاتِ الْموسيقِيَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَنُحَدِّدُ أَنَّ هذا عودٌ، أَوْ نايٌ، أَوْ قيثارَةٌ.
الأَصْواتُ مِنْ حَوْلِنا كَثيرَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ، تَسْمَعُها الأُذُنُ، وَيُحَلِّلُ مَلامِحَها دِماغُ الإِنْسانِ، فَتُطْبَعُ الصّورَةُ في الذّاكِرَةِ، وَنَسْتَطيعُ أَنْ نَرْسُمَها صورَةً حَيَّةً أَمامَ أَعْيُنِنا، يَراها الْجَميعُ.