نص الاستماع
الصدقُ منجاةٌ
أَرادَ مَجْموعَةٌ مِنَ اللُّصوصِ سَرِقَةَ شابٍّ، فَهَرَبَ إِلى الْغابَةِ خَوْفاً مِنْهُمْ، فَوَجَدَ رَجُلاً يَجْمَعُ الْحَطَبَ، فَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُخَبِّئَهُ مِنْهُمْ، فَأَشارَ عَلَيْهِ بِالاخْتِباءِ في كَوْمَةِ الْحَطَبِ الَّتي كانَ قَدْ جَمَعَها.
أَتى اللُّصوصُ مُسْرِعينَ، وَسَأَلوا الْحَطّابَ إِنْ كانَ قَدْ رَأى أَحَداً يَجْري مِنْ هُنا مُنْذُ قَليلٍ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الشّابَّ يَخْتَبِئُ في كَوْمَةِ الْحَطَبِ هذِهِ، إِلّا أَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقوهُ، وَسَخِروا مِنْهُ، وَانْفَجَروا ضاحِكينَ، وَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ يُريدُ أَنْ يُؤَخِّرَكُمْ عَنْ مُلاحَقَةِ الشَّابِّ، وَبِالْفِعْلِ انْصَرَفوا بِسُرْعَةٍ، بَحْثاً عَنْهُ.
خَرَجَ الشَّابُّ غاضِباً مِنْ تَصَرُّفِ الْحَطّابِ، وَقالَ لَهُ: لِماذا أَخْبَرْتَهُمْ بِمَكاني؟ فَقالَ الْحَطّابُ: اعْلَمْ يا بُنَيَّ، أَنَّ الصِّدْقَ مَنْجاةٌ.