أوردت وسائل إعلام أخباراً عن استعمال لاعبي منتخب روسيا في كأس العالم 2018 لمادة النشادر (الأمونيا)، وهو نوع غير محظور من المنشطات في مبارياتهم.
وكان طبيب منتخب روسيا إدوارد بزوغلوف قد قال لوسائل الإعلام "إنه نشادر بسيط يغمس بقطع من القطن ثم يستنشق. يفعل آلاف الرياضيين ذلك كي يرفعوا من درجة حماسهم. إنه يستخدم منذ عقود".
وأضاف الطبيب أن النشادر (البودرة) "لا يستعمل في الرياضة فحسب، بل في الحياة اليومية للناس حين يفقد أحدهم الوعي أو يشعر بالضعف".
وأوضح "الأمر ببساطة يعزى لرائحته النفاذة. يمكن التوجه لأي صيدلية وشراء القطن والنشادر. ليس لذلك أي علاقة بتعاطي المنشطات".
من جانبها قالت صحيفة "بيلد" إن بعض اللاعبين الروس ظهروا بوضوح وهم يدلكون أنوفهم قبيل نزولهم الملعب للقاء كرواتيا في ربع النهائي، الأمر الذي فُسر على أنه نتيجة اعتياد استنشاق النشادر.
والنشادر الذي يستخدمه الرياضيون يعرف أيضا باسم "أملاح الشم" smelling salts، وهي خلطات محضرة من كربونات الأمونيوم وعطور، تشم كمنشط، كما قد يكون المستحضر مكوناً من أمونيا مخففة ومذابة في خليط من الماء والكحول "الإيثانول".
وتعمل أملاح الشم عبر إطلاق غاز الأمونيا (NH3) الذي يؤدي لتخريش أغشية الأنف والرئتين، وتحفيز انعكاس استنشاق (inhalational reflex)، وهذا المنعكس يغير نمط التنفس، مما يؤدي إلى تحسين معدلات تدفق الجهاز التنفسي وربما اليقظة.
يجب الانتباه إلى أن عوامل الأمونيا قد تؤدي إلى تسمم عند تناولها بجرعات كبيرة أو استنشاقها بتركيزات عالية لفترات طويلة.
وتوصي معلومات المنتج لأملاح الشم المتاحة تجاريا بإمساك العبوة على بعد 10-15 سنتيمتراً بعيداً عن أنف المريض، وهذا للحد من أي تأثير حارق مباشر على الغشاء المخاطي للأنف أو الفم من التركيزات العالية للأمونيا المستنشقة.
من المهم فهم أن هناك من يرى أنه لا توجد معطيات علمية تدعم أن استنشاق أملاح الشم يزيد يقظة الرياضيين، أو يؤدي إلى تحسين أدائهم الرياضي.
في المقابل ينطوي استخدام هذه الأملاح على خطر كبير، وهو إخفاء أعراض وجود إصابة عصبية، فمثلا قد يتعرض اللاعب لضربة في الرأس تسبب ضررا عصبيا، وعندما يشم الأملاح يبدو أنه تحسن مما يخفي أعراض إصابته على الفريق الطبي الذي سيسمح له بمتابعة اللعب، مما يقود إلى مضاعفات.
لذلك ووفقا لتقرير طبي منشور في مجلة الطب الرياضي البريطانية من غير المحتمل أن يكون لاستعمال أملاح الشم فائدة كبيرة أو أنه يسبب تأثيرات ضارة كبيرة في إصابات الرأس ذات الصلة بالرياضة، ولكن الخطر الحقيقي هو أن استخدامها بديلا للتقييم الطبي قد يؤخر العلاج الأمثل، ولذلك لا يوصَى الرياضيون باستخدامها.
نقلاً عن الجزيرة.