القراءة
من كتاب الأيّام
كانَ سابعَ ثلاثةَ عشرَ منْ أبناءِ أبيهِ، وخامسَ أحدَ عشرَ منْ أشقّائِه. وكانَ يشعرُ بأنَّ لهُ بينَ هذا العدد الضّخمِ منَ الشّبابِ والأطفال مكانًا خاصًّا يَمتازُ بهِ بينَ إخوتِهِ.
أكانَ هذا المكانُ يُرضيهِ ؟ أكانَ يُؤذيِه؟ الحقُّ أنَّهُ لا يتبيَّنُ ذلكَ إلّا في غموضٍ وإبهامٍ.
الفكرة الرَّئيسة:
مكانة وترتيب طه حسين بين إخوته.
الاستخراجات:
استخرج من الفِقرة السّابقة:
اسم إشارة: هذا.
نعتا مجرورًا: الضخمِ.
ظرف مكان: بين.
فعلًا مضارعًا مرفوعًا: يمتازُ.
والحقُّ أنّهُ لا يستطيعُ الآنَ أنْ يحكمَ صادقًا. كانَ يُحِسُّ منْ أمِّهِ رحمةً ورأفةً، وكانَ يجِدُ منْ أبيهِ لينًا ورِفْقًا، وكانَ يشعُرُ منْ إخوتهِ بشئ منَ الاحتياط في تحدُّثِهم إليهِ ومعاملتِهِمْ لهُ، ولكنَّهُ كانَ يجِدُ إلى جانبِ هذهِ الرّحمةِ والرّافةِ منْ جانبِ أمِّهِ شيئًا منَ الإهمالِ أحيانًا، ومنَ الغِلظةِ أحيانًا أُخرى. وكانَ يجدُ إلى جانبِ هذا اللّينِ والرّفقِ منْ أبيهِ شيئًا منَ الإهمالِ أيضًا، والازورارِ منْ وقتٍ إلى وقتٍ. وكانَ احتياطُ إخوتِهِ وأخواتِهِ يؤذيهِ؛ لأنَّهُ كانَ يجدُ فيهِ شيئًا منَ الإشفاقِ مَشوبًا بشيءٍ منَ الازدراءِ.
الفكرة الرَّئيسة:
يصف الكاتب كيفيَّة معاملة أسرته له.
المعاني:
الاحتياط: الحذر.
الغلظة: الحقد.
الازورار: الميل.
الازدراء: الاحتقار/الاستخفاف.
الاستخراجات:
استخرج من الفِقرة السّابقة:
ضميراً متصلاً مبنياً في محل نصب جر مضاف إليه: الهاء في (تحدّثهم).
فعلاً ماضيًا ناقصًا: كانَ.
فعلًا مضارعًا منصوبًا: يحكمَ.
حرف استدراك: لكنَّ.
على أنَّهُ لمْ يلبَثْ أنْ تبيّنَ سببَ هذا كلِّهِ؛ فقدْ أحسَّ أنَّ لغيرِه منَ النَّاسِ عليهِ فضْلًا، وأنَّ إخوتَهُ وأخواتِهِ يستطيعونَ ما لا يستطيعُ، وينهضونَ منَ الأمرِ ما لا ينهضُ لهُ. وأَحسَّ أنَّ أُمَّهُ تأذنُ لإخوتِهِ وأخواتِهِ في أشياءَ تحظرُها عليهِ، وكانَ ذلكَ يُحفِظُه. ولكنْ لمْ تلبثْ هذهِ الحفيظةُ أنِ استحالَتْ إلى حزنٍ صامتٍ عميقٍ؛ ذلكَ أنَّهُ سمعَ إخوتَهُ يصِفونَ ما لا عِلْمَ لهُ بِهِ، فعَلِمَ أنَّهُم يرَونَ ما لا يرى .
الفكرة الرَّئيسة:
إدراك الكاتب سبب هذا التّعامل أنه فاقد البصر.
المعاني:
ينهضون: يقومون به.
تحظرها: تمنعها بشدة.
استحالت: تحولت.
الاستخراجات:
استخرج من الفِقرة السّابقة:
فعلًا مضارعًا مجزومًا: يلبثْ.
حرف توكيد ونصب: أنَّ.
فعلاً من الأفعال الخمسة: يصفون.
ضميراً متصلاً مبنياً في محل رفع فاعل: الواو في (ينهضون).
كانَ منْ أوَّلِ أمرِهِ طُلَعَةً لا يَحْفلُ بِما يلقى منَ الأمرِ في سبيلِ أنْ يستكشَف ما لا يعلمُ. وكانَ ذلكَ يُكلِّفُه كثيرًا منَ الألمِ والعناءِ. ولكنَّ حادثةً واحدةً حدَّتْ ميلَهُ إلى الاستطلاعِ، وملأَتْ قلبَهُ حياءً لمْ يفارقْهُ إلى الآنَ. كانَ جالسًا إلى العَشاءِ بينَ إخوتِهِ وأبيهِ، وكانتْ أمُّهُ كعادتِها تُشرِفُ على حفلةِ الطّعامِ، وكانَ يأكلُ كما يأكلُ النّاسُ، ولكنْ لأمرٍ ما خطرَ لهُ خاطرٌ غريبٌ، ما الذي يقعُ لو أنَّهُ أخذَ اللقمةَ بكلتا يديهِ بدلَ أنْ يأخذَها كعادتِهِ بيدٍ واحدةٍ؟ وما الذي يمنعُهُ من هذهِ التّجربةِ؟ لا شيءَ. وإذنْ فقدْ أخذَ اللُّقمةَ بكلتا يديهِ وغمسَها منَ الطّبقِ المشتَرَكِ ثمَّ رفعَها إلى فمِهِ. فأمّا إخوتُه فأغرقوا في الضَّحكِ، وأمَّا أمُّهُ فأجهشتْ بالبكاءِ، وأمَّا أبوهُ فقالَ في صوتٍ هادىءٍ حزينٍ: ما هكذا تُؤخَذُ اللُّقمةُ يا بُنيَّ... وأمَّا هوَ فلمْ يعرفْ كيفَ قضى ليلتَهُ.
الفكرة الرَّئيسة:
وصف حادثة المائدة وأثرها الكبير في حياته.
المعاني:
طلعة: كثير الاطّلاع.
حدت: قلّلت.
أجهشت: همَّت.
الاستخراجات:
استخرج من الفِقرة السّابقة:
ضميراً متصلاً مبنياً في محل نصب مفعول به: الهاء في (يكلّفه).
فعلًا مبنيًا للمجهول: تُؤخَذ.
ضميراً منفصلًا: هو.
اسما مجرورًا: الألمِ.
منْ ذلكَ الوقتِ تقيّدتْ حركاتُهُ بشيءٍ منَ الرزانةِ والإشفاقِ والحياءِ لا حدَّ لهُ، ومنْ ذلكَ الوقتِ عرفَ لنفسِهِ إرادةً قويّةً، ومنْ ذلكَ الوقتِ حرّمَ على نفسِهِ ألواناً منَ الطّعامِ لمْ تُبَحْ لهُ إلّا بعدَ أنْ جاوزَ الخامسةَ والعشرينَ. حرّمَ على نفسِهِ الحَساءَ والارزَّ وكلَّ الألوانِ الّتي تُؤكَلُ بالملاعقِ؛ لأنَّهُ كانَ يعرفُ أنّهُ لا يُحسِنُ اصطناعَ المِلعقةِ، وكانَ يكرهُ أنْ يَضحكَ إخوتُه، أو تبكيَ أمُّهُ، أو يعِّلِّمَهُ أبوهُ في هدوءٍ حزينٍ. ثمَّ حرّمَ على نفسِهِ منْ ألوانِ اللَّعبِ والعبثِ كلَّ شيءٍ، إلا ما يُكلِّفُهُ عناءً، ولا يُعرِّضُهُ للضَّحكِ والإشفاقِ.
الفكرة الرَّئيسة:
تحريم طه حسين بعض الأطعمة على نفسه.
المعاني:
الرّزانة: اتّزان ووقار.
اصطناع: استعمال.
الاستخراجات:
استخرج من الفِقرة السّابقة:
فاعلاً: أمُّه.
مضافاً إليه: المِلعقةِ.
اسماً موصولًا: التي.
ضميراً متصلاً مبنياً في محل جر بحرف الجر: الهاء في (لهُ).
وانصرافُهُ هذا عنِ العبثِ حبَّبَ إليهِ لونًا منْ ألوانِ اللَّهوِ؛ هوَ الاستماعُ إلى القصصِ والأحاديثِ، فكانَ أحبَّ شيءٍ إليهِ أنْ يسمعَ إنشادَ الشّاعرِ، أوْ حديثَ الرّجالِ إلى أبيهِ والنّساءِ إلى أمِّهِ، ومنْ هُنا تعلَّمَ حُسنَ الاستماعِ. وعلى هذا النّحوِ حفِظَ صاحبُنا كثيرًا منَ الأغاني، وكثيرًا منْ جدِّ القصصِ وهزْلِهِ، وحفِظَ شيئًا آخرَ لمْ تكنْ بينَهُ وبينَ هذا كلِّهِ صلةٌ، وهيَ الأورادُ الّتي كانَ يتلوها جدُّهُ الضريرُ إذا أصبحَ أَوْ أمسى.
الفكرة الرَّئيسة:
المهارات الَّتي اكتسبها في انصرافه عن اللّعب.
المعاني:
الهزل: عكس الجد.
الأوراد: جزء من القرآن أو الذّكر يتلوه المُسلم.
الاستخراجات:
استخرج من الفِقرة السّابقة:
مفعولًا به: حُسنَ.
ضميراً منفصلًا: هي.
ضميراً متّصلاً مبنيّاً في محل جر مضاف إليه: الهاء في (هزله).
إعداد : أ. منّة الله الشّاذلي
23 / 12 / 2022
النقاشات
Mousa Tabaza
جهد مشكور
إضافة رد
0 ردود