المحفوظات
وصفُ الطّبيعة
أحمد شوقي
تلكَ الطّبيعةُ قف بِنَا يا ساري حتّى أريكَ بديــعُ صُنـــعِ البــاري
الأرضُ حولَكَ والسّماءُ اهتزّتَـــا لروائــعِ الآيــاتِ والآثـــــارِ
مِن كـلِ ناطـقـةِ الجَلالِ كأنَّـهـا أمُّ الكِتابِ على لِسـانِ القــــاري
ولقدْ تمــرُّ على الغديرِ تَخــالُــهُ والنَّـبــتَ مِــرآةً زَهَــتْ بإطــارِ
حُلوُ التَّسلسُلِ موجُهُ وجـــريرُهُ كــأنَــامـــلٍ مــرَّت عــلى أوتـــارِ
مُـدَّت سَـواعـدُ مـائِهِ وتألَّــقـت فيهــا الجــواهِرُ مِن حَصًــى وجِمارِ
ينسـابُ في مُـخـضـلَّةٍ مُـبـتـلَّةٍ منسوجَـةٍ مِن سُـنـــدسٍ ونـضـارِ
وترى السّماءَ ضُحًى وفي جُنحِ الدُّجى مُـنـشـقَّـةً مِــن أنـهُـرٍ وبِــحـارِ
البيت الأوّل:
تلكَ الطّبيعةُ قِف بِنـا يا ساري حتّى أُريكَ بَديعَ صُنعُ الباري
المعاني:
ساري: ماشٌ (ماشي).
بديعَ: إتقان، روعة.
الباري: الخالق.
الشّرح:
يقول الشاعر للسّارب معه قف بنا حتّى أريكَ في هذه الطبيعة ما أبدعه الخالق وأتقنه فيها.
البيت الثّاني:
الأرضُ حَولَكَ والسّماءُ اهتزَّتا لِرَوائعِ الآياتُ والآثارِ
المعاني:
اهتزَّتا: تحرَّكتا إعجابًا.
الآياتُ: مظاهرُ الجَمالِ، جمعُ آية.
الآثارِ: الأشياء القديمة الّتي تترك أثرًا، والمقصود ما يراه من معجزات الله في الطّبيعة.
الشّرح:
فالأرض والسّماء تخفقان لروائع ما أبدعه الله فيهما من آيات ومعجزات تسحر العقول.
الصّورة الفنيَّة:
شبّه الشاعر الأرض والسماء بالإنسان الّذي يتأثر بما يشاهده من جمال.
البيت الثّالث:
مِـن كُلِّ ناطِقَةِ الجَلالِ كأنَّـهـا أمُّ الكِتابِ على لِسانِ القاري
المعاني:
ناطقةَ الجلال: المعبّرة عن عَظمةِ الله بجمالها وروعتها.
أمُ الكتابِ: فاتحةُ القرآنِ الكريمِ.
القاري: المقصود هُنا قارئ القرآن الكريم.
الشّرح:
وأريك أيُّها الساري بدائع كلّ شيءٍ ينطق بالجمال ويعبر عنه، وكأن هذا النطق فاتحة القرآن يقرؤها القارئ بصوت عذب.
البيت الرّابع:
ولقد تمرُّ على الغديرِ تخالُهُ والنَّبتَ مرآةً زَهَت بإطارٍ
المعاني:
تخاله: تحسبهُ.
زَهَت: أصابهَا الإعجاب.
إطار: نطاق، إكليل.
الشّرح:
وعندما تمرُّ على غديرِ الماء، فإنَّكَ تظنّهُ من شدّة صفائه مرآة زادِ جمالها بإطار، والمقصود الورد من حولِ الغدير.
الصّورة الفنيَّة:
شبّه الشّاعر الغدير بالمرآة، وشبّه الوُرود من حوله بالإطار الّذي يزيّن حوافَّ المرآة.
البيت الخامس
حُلوُ التَّسلسلِ موجُهُ وخريره كأناملٍ مرَّتْ على أوتارِ
المعاني
التَّسلسل: الجَريان.
خرير: صوته، صوت جريان الغدير.
كأناملٍ: كرؤوس الأصابع، جمع (أُنمُلةٌ).
الشَّرح:
جريان هذا الغدير بتتابعه وتدفّقه المُنتظم يشبه انتظام أصابع العازف الّذي يضرب على الأوتار.
الصُّور الفنيَّة:
شبَّه الشَّاعر تدفُّق ماء الغدير بحركة أصابع العازف الماهر الَّذي يضرب على الأوتار.
البيت السّادس:
مُدَّت سواعد دُ مائِهِ وتألَّقت فيها الجَوَاهرُ مِن حَصًى وجِمارِ
المعاني:
تألَّقَت: أضاءت.
جِمار: الحصى الصّغيرة، جمع (جَمرةٌ).
الصّورة الفنيِّة:
شبّه الشاعر هذا الماء المتدفّق بالأيدي (السّواعد) الّتي تلتقط الأحجار الكريمة، وهذه الأحجار صافية لامعة.
البيت السّابع:
ينسابُ في مُخضلَّةٍ مُبتبلَّةٍ مَنسوجةٍ من سُندسٍ ونُضارِ
المعاني:
ينساب: يسيل.
في مُخضَلَّة: في أرض مُخبصةٍ مُبتلَّةٍ.
سُندس: رقيقِ الدّيباجِ، والدّيباجُ ثيابٌ من حريرٍ.
نُضار: ذهَب خالص.
الشّرح:
فهذا النّهر يسيلُ وسط حديقةٍ مُشبعةٍ بالماءِ ومبتلةٍ به، وهي مزيَّنَة بمختلف أنواع الزّهر الّذي يشبه الحرير والذَّهب.
البيت الثامن:
وترى السّماءَ ضُحًى وجنْحِ الدُّجى مُنشقّةً منْ أنهرٍ وبِحارِ
المعاني:
جُنح الدّجى: أوّل الليل
الشَّرح:
وأنت ترى السّماء يتحوَّل شكلها ما بين صباح ومساء، فتجد زرقتها كاملة كالبحر، وتجد زرقتها بينَ الغيوم كالأنهار.
الأسئلة
1- ما الفكرةُ الرّئيسيةُ في النّصِّ؟
وصف الطّبيعة وبيان قدرة الخالق في مشاهدهَا السّاحرة.
2- ما أثرُ التّأمّلِ في الطّبيعَةِ، كما وردَ في البيتِ الأوّلِ؟
يساعد الإنسان على رؤية إبداع الله في خلقهِ.
3- صِفِ الغَديرَ، كما وردَ في البيتِ الرّابعِ.
وكأنّه مرآة صافية وحولها إطار جميل يزيّنها.
4- اذكر سببَ اهتزازِ كلٍّ منَ: الأرضِ، والسّماءِ، كما ورد في النَّصِّ.
لروائعِ صنع الخالق عزَّ وجل.
5- حدّدِ البيتَ الشِّعريَّ الّذي يدلُّ على انسيابِ ماءِ الغَديرِ في أرضٍ نَدِيّةٍ مُبلَّلةٍ.
البيت السّابع.
6- وضّحِ الصّورةَ الجَماليّةَ في البيتِ الخامسِ.
شبّه جريان الغدير وتدفّقهِ بأصابع العازف الماهر الّتي تجري على الأوتار الموسيقيّة بمهارة.